احبتي في الله...
اقدم لكم هذه المقتطفات الرائعة جدا من كتاب لاتحزن لفضيلة الشيخ الدكتور عائض القرني وهـــــي منقـــــووولـــــــــه للفـــــــــائده..
ربما ان البعض منكم قد اطلع عليه ولكن لعل البعض الآخر يستفيد
اخترت لكم احبتي مقتطفات من هذا الكتاب الذي يعد الكتاب الاكثر مبيعا والذي وصل الى المليون نسخة بتوفيق من الله ..
وارجو من الله العلي القدير ان يوفقني في تقديم مابه نفع وفائدة فما كان فيه من خطأ فمن نفسي والشيطان وما كان فيه من صواب فمن الله...
واليكم مختصر مقدمة هذا الكتاب..
هذا الكتاب (لاتحزن) عسى ان تسعد بقراءته والاستفادة منه
يقول الشيخ..
كتبت هذا الكتاب لمن عاش ضائقة او الم به هم او حزن او طاف به طائف من مصيبة او اقض مضجعه ارق وشرد نومه قلق واينا يخلو من ذلك.
هذا الكتاب يقول لك:ابشر واسعد وتفاءل واهدأ
بل يقول: عش الحياة كما هي طيبة رضية بهيجة
انني اخاطب فيه الجميع واتكلم فيه للكل ولم اقصد به طائفة خاصه او جيلا بعينه او فئة متحيزة او بلدا بذاته بل هو لكل من اراد ان يحيا حياة سعيدة....
لاتحزن على شيء لا يستحق الحزن
ان مما يثبت السعادة وينميها ويعقمها: ان لاتهتم بتوافه الامور,فصاحب الهمة العالية همه الآخره.
قال احد السلف وهو يوصي احد اخوانه:اجعل الهم هما واحدا هم لقاء الله عز وجل,هم الآخرة, هم الوقوف بين يديه ((يومئذ تعرضون لاتخفى منكم خافية))
فليس هناك هموم الا وهي اقل من هذا الهم. اي هم هم هذه الحياة؟مناصبها ووظائفها. وذهبها وفضتها واولادها, واموالها وجاهها وشهرتها وقصورها ودورها, لاشيء!!
والله جل وعلا قد وصف اعدائه المنافقين فقال(( اهمتهم انفسهم يظنون بالله غير الحق)) فهمهم انفسهم,وبطونهم وشهواتهم, وليس لهم همم عالية ابدا.
ولما بايع صلى الله عليه وسلم الناس تحت الشجرة انفلت احد المنافقين يبحث عن جمل له احمر,وقال لحصولي على جملي هذا أحب الي من بيعتكم. فورد "كلكم مغفور له الا صاحب الجمل الاحمر"
ان احد المنافقين اهمته نفسه وقال لاصحابه: لاتنفروا في الحر فقال سبحانه(( قل نار جهنم اشد حرا))
وقال اخر((ائذن لي ولا تفتني)) وهمه نفسه فقال سبحانه(( الا في الفتنة سقطوا))
وآخرون اهمتهم اموالهم واهلوهم (( شغلتنا اموالنا واهلونا فاستغفر لنا))
انها الهموم التافه الرخيصه, التي يحملها التافهون الرخيصون, اما الصحابة الاجلاء فانهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا.
...
ياسعـــــــــــادة هؤلاء
ابو بكر رضي الله عنه بآية:
{{ وسيجنبها الأتقى * الذي يؤتي ماله يتزكى}}.
عمر رضي الله عنه بحديث:
(( رأيت قصراً أبيض في الجنة, قلت: لمن هذا القصر؟قيل لي: لعمر بن الخطاب)).
وعثمان رضي الله عنه بدعاء:
(( اللهم اغفر لعثمان ما تقدم من ذنبه وماتأخر )).
وعلي رضي الله عنه:
(( رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله )).
وسعد بن معاذ رضي الله عنه :
(اهتز له عرش الرحمن ).
وعبدالله بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه
( كلمه الله كفاحاً بلا ترجمان ).
وحنظلة رضي الله عنه :
( غسلته ملائكة الرحمن )
وياشقــــــــــاوة هؤلاء
فرعون :
{{ النار يعرضون عليها غدوا وعشياً }}.
وقارون:
{{ فخسفنا به وبداره الأرض }}.
والوليد بن المغيرة:
{{ سأرهقه صعوداً }}.
وأمية بن خلف :
{{ ويل لكل همزة لمزة }}.
وأبو لهب:
{{ تبت يدا أبي لهب وتب }}.
والعاص بن وائل :
{{ كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مداً }}.
...
كن جميلاً ترى الوجود جميلاً
إن من تمام سعادتنا أن نتمتع بمباهج الحياة في حدود منطق الشرع المقدس, فالله أنبت حدائق ذات بهجة, لأنه جميل يحب الجمال, ولتقرأ آيات الوحدانية في هذا الصنع البهيج {{ هو الذي خلق لكم مافي الأرض جميعا }}.
فالرائحة الزكية والمطعم الشهي والمنظر البهي , تزيد الصدر انشراحاً والروح فرحاً {{ كلوا مما في الأرض حلالا طيباً }}.
وفي الحديث: (( حبب إلي من دنياكم: الطيب, والنساء, وجعلت قرة عيني في الصلاة }}.
إن الزهد القاتم والورع المظلم, الذي دلف علينا من مناهج أرضية, قد شوه مباهج الحياة عند كثير منا, فعاشوا حياتهم هما وغما وجوعاً وسهراً وتبتلاً , يقول رسولنا : (( لكني أصوم وأفطر, وأقوم وأفتر, وأتزوج النساء, وآكل اللحم, فمن رغب عن سنتي فليس مني )).
وان تعجب, فعجب مافعله بعض الطوائف بأنفسهم! فهذا لا يأكل الرطب, وذاك لا يضحك, وآخر لا يشرب الماء البارد, وكأنهم ما علموا أن هذا تعذيب للنفس وطمس لإشراقها {{ قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق }}.
إن رسولنا أكل العسل وهو أزهد الناس في الدنيا, والله خلق العسل ليؤكل: {{ يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس }}.وتزوج الثيبات والأبكار: {{ فانكحوا ماطاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع }}.
ولبس أجمل الثياب في مناسبات الأعياد وغيرها: {{ خذوا زينتكم عند كل مسجد }}. فهو يجمع بين حق الروح وحق الجسد,
وسعادة الدنيا والآخرة, لأنه بعث بدين الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
...
أنت أرفع من الأحقاد
اسعد الناس حالاً وأشرحهم صدراً, هو الذي يريد الآخرة, فلا يحسد الناس على ماآتاهم الله من فضله, وإنما عنده رسالة من الخير ومثل سامية من البر والإحسان,يريد إيصال نفعه إلى الناس,
فان لم يستطع, كف عـنهم أذاه, وانظر إلى ابن عباس بحر العلم وترجمان القرآن, كيف استطاع بخلقه الجم وسخاوة نفسه وسعة مساراته الشرعية, أن يحول أعداءه من بني أمية وبني مروان ومن شايعهم إلى أصدقاء, فانتفع الناس بعلمه وفهمه, فملأ المجامع فقهاً وذكراً وتفسيراً وخيراً, لقد نسي ابن عباس أيام الجمل وصفين,
وما قبلها وما بعدها, وانطلق يبني ويصلح, ويرتق الفتق, ويمسح الجراح, فأحبه الجميع, وأصبح بحق حبر الأمة المحمدية.
وهذا ابن الزبير رضي الله عنه وهو من هو في كرم أصله وشهامته وعبادته وسمو قدره, فضل المواجهة مجتهداً في ذلك, فكان من النتائج أن شغل عن الرواية, وخسر جمعاً كثيراً من المسلمين, ثم حصلت الواقعة, فضربت الكعبة لأجل مجاورته في الحرم,
وذبح كثير من الناس, وقتل هو ثم صلب {{ وكان أمر الله قدراً مقدوراً }} وليس هذا تنقصاً للقوم, ولا تطاولاً على مكانتهم, وإنما هي دراسة تاريخية تجمع العبر والعظات.
إن الرفق واللين والصفح والعفو, صفات لا يجمعها إلا القلة القليلة من البشر, لأنها تكلف الإنسان هضم نفسه, وكبح طموحه, وإلجام اندفاعه وتطلعه.
...
كفى بالله وكيلاً وشهيداً
ذكر البخاري في صحيحه: ان رجلاً من بني إسرائيل طلب من رجل أن يقرضه ألف دينار, قال: هل لك شاهد؟ قال: مامعي شاهد إلا الله. قال: كفى بالله شهيداً. قال: هل معك وكيل؟قال: مامعي وكيل إلا الله. قال:كفى بالله وكيلاً. ثم أعطاه ألف دينار,
وذهب الرجل وكان بينهما موعد وأجل مسمى, وبينهما نهر في تلك الديار, فلما حان الموعد أتى صاحب الدنانير ليعيدها لصاحبها الأول, فوقف على شاطئ النهر, يريد قارباً يركبه إليه,فما وجد شيئاً, واتى الليل وبقي وقتاً طويلاً,فلم من يحمله,
فقال: اللهم انه سألني شهيداً فما وجدت إلا أنت, وسألني كفيلاً فما وجدت إلا أنت, اللهم بلغه هذه الرسالة.
ثم أخذ خشبة فنقرها وأدخل الدنانير فيها, وكتب فيها رسالة, ثم أخذ الخشبة ورماها في النهر, فذهبت بإذن الله, وبلطف الله, وبعناية الله سبحانه وتعالى, وخرج ذاك الرجل صاحب الدنانير الأول ينتظر موعد صاحبه, فوقف على شاطئ النهر وانتظر فما وجد أحداً,
فقال: لم لا آخذ لأهل بيتي؟! فعرضت له الخشبة بالدنانير, فأخذها وذهب بها إلى بيته, فكسرها فوجد الدنانير والرسالة.
لأن الشهيد سبحانه وتعالى أعان, ولأن الوكيل أدى الوكالة, فتعالى الله في علاه.
...
الصحة والفراغ واغتنامهما في طاعة الله
ينبغي إلا تضيع صحة جسمك, وفراغ وقتك, بالتقصير في طاعة ربك, والثقة بسالف عملك, فاجعل الاجتهاد غنيمة صحتك, والعمل فرصة فراغك, فليس كل الزمان مستعدا ًولا مافات مستدركا ً, وللفراغ زيغ أو ندم, وللخلوة ميل أو سيف.
وقال عمر بن الخطاب: الراحة للرجال غفلة , وللنساء غلمة.
وقال بزرجمهر: إن يكن الشغل مجهدة, فالفراغ مفسدة.
وقال بعض الحكماء: إياكم والخلوات, فإنها تفسد العقول, وتعقد المحلول.
وقال بعض البلغاء: لا تمض يومك في غير منفعة, ولا تضيع مالك في غير صنيعة, فالعمر أقصر من أن ينفد في غير المنافع, والمال أقـل من أن يصرف في غير الصنائع, والعاقل أجل من أن يفني أيامه فيما لا يعود عليه نفعه وخيره, وينفق أمواله فيما لا يحصل له ثوابه وأجره .
وأبلغ من ذلك قول عيسى ابن مريم, عليه السلام: البر ثلاثة: المنطق, والنظر, والصمت, فمن كان منطقه في غير ذكر فقد لغا, ومن كان نظره في غير اعتبار فقد سها, ومن كان صمته في غير فكر فقد لها.
...
الرضــا ولـو على جمر الغضــا
خرج رجل من بني عبس يبحث عن إبله التي ضلت, فذهب والتمسها, ومكث ثلاثة أيام في غيابه, وكان هذا الرجل غنياً, أعطاه الله ماشاء من المال والإبل والبقر والغنم والبنين والبنات, وكان هذا المال والأهل في منزل رحب, وعلى ممر سيل في ديار بني عبس, في رغد وأمن وأمان, لم يفكر والدهم ولم يفكر أبناؤه أن الحوادث قد تزورهم, وان المصائب قد تجتاحهم.
ياراقد الليل مسروراً بأوله.........إن الحوادث قد يطرقن أسحارا
نام الأهل جميعا ً كبارهم وصغارهم, معهم أموالهم وفي أرض مستوية, ووالدهم غائب يبحث عن ضالته, وأرسل الله عليهم سيلاً جارفاً لا يلوي على شيء يحمل الصخور كما يحمل التراب, ومر عليهم في آخر الليل, فاجتاحهم جميعاً, واقتلع بيوتهم من أصلها, وأخذ الأموال معه جميعاً, وأخذ الأهل جميعاً وزهقت أرواحهم مع تدفق الماء, وصاروا أثراً بعد عين ٍ, فكأنهم لم يكونوا, وصاروا حديثاً يتلى على اللسان.
وعاد الأب بعد ثلاثة أيام إلى الوادي, فلم يحس أحداًُ, ولم يسمع رافداً, لا حي ولا ناطق ولا أنيس, المكان قاع صفصف, يا الله!! يا للداهية الدهياء!! لا زوجة لا ابن لا ابنة, لا ناقة لا شاة لا بقرة, لا درهم لا دينار, لا ثوب لا شيء, إنها مصيبة!!
وزيادة في البلاء: إذا جمل من جماله قد شرد, فحاول أن يدركه وأخذ بذيله, فرفسه الجمل على وجهه فأعمى عينيه, وأخذ الرجل يصيح في الصحراء علة يجد رجلاً يقوده إلى مكان يأوي إليه, وبعد حين ووقت من هذا اليوم سمعه أعرابي آخر, فأتى إليه وقاده, وذهب به إلى الوليد بن عبدالملك الخليفة في دمشق, واخبره الخبر, فقال: كيف أنت؟ قال: رضيت عن الله.
وهي كلمة كبيرة عظيمة, يقولها هذا المسلم الذي حمل التوحيد في قلبه, وأصبح آية للسائلين, وعظة للمتعظين, وعبرة للمعتبرين.
والشاهــد: الرضا عن الله.
والذي لا يرضى ولا يسلم للمقدر, فان استطاع أن يبتغي نفقاً في الأرض أو سلماً في السماء, وان شاء: {{ فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ }}
...
عوضـــه الــــله خيــــراً منـــه
ذكر ابن رجب وغيره:
أن رجلاً من العباد كان في مكة, وانقطعت نفقته, وجاع جوعاً شديداً وأشرف على الهلاك, وبينما هو يدور في أحد أزقة مكة إذا عثر على عقد ثمين غالٍ نفيس, فأخذه في كمه وذهب به إلى الحرم, وإذا برجل ينشد عن هذا العقد, قال: فوصفه لي, فما أخطأ من صفته شيئاً,
فدفعت له العقد على أن يعطيني شيئاً. قال: فأخذ العقد وذهب, لا يلوي على شيء, وما سلمني درهماً ولا نقيراً ولا قطميراً. قلت: اللهم إنني تركت هذا لك, فعوضني خيراً منه, ثم ركب جهة البحر فذهب بقارب, فهبت ريح هوجاء, وتصدع هذا القارب, وركب هذا الرجل على خشبة, وأصبح على سطح الماء تلعب به الريح يمنة ويسرة, حتى ألقته إلى جزيرة, ونزل بها, ووجد بها مسجداً وقوماً يصلون فصلى , ثم وجد أوراقا من المصحف فأخذ يقرأ.
قال أهل تلك الجزيرة:أئنك تقرأ القرآن؟ قلت: نعم.
قالوا: علم أبنائنا القرآن. فأخذت أعلمهم بأجرة, ثم كتبت خطاً.
قالوا: أتعلم أبنائنا الخط؟
قلت: نعم. فعلمتهم بأجرة.
ثم قالوا: إن هنا بنتاً يتيمة كانت لرجل منا فيه خير وتوفي عنها, هل لك أن تتزوجها؟ قلت: لا بأس. قال: فتزوجتها, ودخلت بها فوجدت العقد ذلك بعينه بعنقها. قلت: ما قصة هذا العقد؟ فأخبرت الخبر, وذكرت إن أباها أضاعه في مكة ذات يوم, فوجده رجل فسلمه إليه, فكان أبوها يدعو في سجوده, أن يرزق ابنته زوجاً كذاك الرجل. قال: فأنا الرجل.
فدخل عليه العقد بالحلال, لأنه ترك شيئاًً لله , فعوضه الله خيراًً منه.
(( إن الله طيب لا يقبل إلا طيباًً ))
....
يومك....يومك....
إذا أصبحت فلا تنتظر المساء, اليوم فحسب ستعيش, فلا أمس الذي ذهب بخيره وشره, ولا الغد الذي لم يأت إلى الآن.
اليوم الذي أظلتك شمسه, وأدركك نهاره هو يومك فحسب, عمرك يوم واحد, فاجعل في خلدك العيش لهذا اليوم وكأنك ولدت فيه وتموت فيه,
حينها لاتتعثر حياتك بين هاجس الماضي وهمه وغمه, وبين توقع المستقبل وشبحه المخيف وزحفه المرعب, لليوم فقط اصرف تركيزك واهتمامك وإبداعك وكدك وجدك, فلهذا اليوم لابد إن تقدم صلاة خاشعة وتلاوة بتدبر,
واطلاعا بتأمل, وذكرا بحضور, واتزانا في الأمور وحسنا في خلق, ورضا بالمقسوم, واهتماما بالمظهر, واعتناء بالجسم, ونفعا للآخرين .
لليوم هذا الذي أنت فيه فتقسم ساعاته وتجعل من دقائقه سنوات, ومن ثوانيه شهورا, تزرع فيه الخير, تسدي فيه الجميل, تستغفر فيه من الذنب, تذكر فيه الرب, تتهيأ للرحيل, تعيش هذا اليوم فرحا وسرورا, وأمنا وسكينه, ترضي فيه برزقك, بزوجتك, بأطفالك, بوظيفتك, ببيتك, بعلمك, بمستواك{{ فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ}} تعيش هذا اليوم بلا حزن ولا انزعاج, ولا سخط, ولا حسد.
إن عليك أن تكتب على لوح قلبك عبارة واحدة تجعلها أيضا على مكتبك تقول: ( يومك يومك).
إذا أكلت خبزا حارا شهيا هذا اليوم فهل يضرك خبز الأمس الجاف الرديء, أو خبز غد الغائب المنتظر.
إذا شربت ماء عذبا زلالا هذا اليوم فلماذا تحزن من ماء أمس الملح الأجاج, أو تهتم لماء الغد الآسن الحار.
لليوم فقط سوف أعيش فانفع , وأسدي الجميل إلى الغير, أعود مريضا, أشيع جنازة, اطعم جائعا, أفرج عن مكروب, أقف مع مظلوم, اشفع لضعيف, أواسي منكوبا, أكرم عالما, ارحم صغيرا, اجل كبيرا.
لليوم فقط سأعيش فيا ماضي ذهب وانتهى اغرب كشمسك, فلن ابكي عليك, ولن تراني أقف لأتذكرك لحظه, لأنك تركاتنا وهجرتنا وارتحلت عنا ولن تعود إلينا ابد الآبدين.
ويا مستقبل أنت في عالم الغيب فلن أتعامل مع الأحلام, ولن أبيع نفسي مع الأوهام, ولن أتعجل ميلاد مفقود, لان غدا لاشيء, لأنه لم يخلق ولأنه لم يكن شيئا مذكورا